قوة الإرادة وتحقيق الريادة
بداية وانصافًا لحقيقة الأمور مما يُشاهد ويُرى من آثار جلية وظاهرة لأعين من يراقبون الأوضاع عن كثب بعين مملوءة ومفعمة بالتفاؤل والسرور تجاه رؤية قيمة وسديدة باتت أنموذجًا يحتذى لكل من ينشدون حياة متقدمة من النمو والتطور، ومن هذا المقام نقر جازمين وبكل شموخ واقتدار، ومن خلال الإنجازات والأفعال نقول: نحن هنا، نعم نحن هنا امتداد عظيم من جذور التاريخ وأعماقه بالوصول للأماني والرغبات التي تداعب الأحلام لأجيال تلو أجيال في زمن كانت فيه بلادنا صحراء على مدى الأبصار، وهي الآن الحاضن الأساس لتلك التطلعات في وطن بارع لا يعرف الصعوبات وقيادة حكيمة اعتادت على صنع المستحيلات ودعم سخي وتوجيهات مغلفة بحكمة وعطاء متدفق فياض وشعب تواق بطبعه لمعانقة التحديث والتجديد والامتياز.
فعندما نمتلك كل ما خُط أعلاه؛ سننطلق بعدها بطبيعة الحال لأهداف كانت إلى فترة ليست بالبعيدة هي أقرب منها لعالم الخيال، وصور كانت وستبقى على تماس مباشر لبراعة الابتكار إلى أن حلقنا عاليًا فوق هام السحاب وبلغنا من أمنياتنا الكواكب والأقمار وتعانقت طموحاتنا عنان السماء لخدمة أقدس بقاع الأرض، تجاه آفاق هي صعبة المنال ومبتغيات استثنائية من التطور والصعود وبناء الذات صممت ووضعت ثم أهديت إلينا من ولاة أمر كانوا ومازالوا لشعبهم كرماء ولأمتهم أوفياء وللإنسانية كافة رحماء وللبلاد مفخرة وعز وصمام أمان.
ومن هنا نؤكد أنه بتثبيت المبادئ وغرس الأصول والقيم وترسيخ الانتماء وزرع الولاء وتعزيز القدرات وتفجير الطاقات وتحسين المهارات - باختيار أفضل القيادات وأميز الكفاءات، ناهيك عن الاهتمام بالبيئة وصناعة أجواء التنافس والإبداع، وخلق مناخ فيه تعليم مثالي لافت بتوفير أجود الاحتياجات وأفضل المستلزمات للطلبة والطالبات، وخدمات متوالية كثيرة قدمت للمواطنين والمواطنات بعدالة فائقة تشمل جميع المكونات من مدن وقرى وكل مناطق مملكتنا بشكل عام.
نعم لقد أُنشئت على امتداد جغرافيا البلاد الصروح والمباني التعليمية ودور الأبحاث ومعامل مختبرية ومستشفيات وجامعات ومعاهد وكليات منها اجتماعية وصناعية وكذلك هندسية وأخرى ثقافية وأدبية وغيرها من فروع العلم والمعرفة وأوليت الجودة في جميع الميادين المختلفة ولكافة التفاصيل والتشجيع على الإحداث والتصميم والابتكار وريادة الأعمال واستثمار عقل الإنسان وطرق أبواب الرأي والفكر والإنجاز، حتى أصبحت جامعاتنا تزاحم معظم مثيلاتها في جميع الدول والأقطار على مستوى كل الساحات والتخصصات.
عزيزي القارئ إن قوة الإرادة والعزيمة هما العنصران الرئيسان والدافع الفعلي تجاه تعمير الأوطان، فكل ما سبق طرحه هو بمثابة الوقود والباعث الحقيقي الذي يدفع النشء نحو الانطلاق والإسراع للوصول لما هو مراد؛ فعندما تتفق العزائم وتلتقي الإرادات وتتآلف الميول وتتوحد الرؤى؛ نصل لما هو مقصود من المآرب والتمنيات، ونتجاوز بعد ذلك جميع التحديات ونبني وطنًا مشرقًا يكون سعيدًا ومضيئًا لمستقبل الأبناء والأحفاد؛ لننعم بعد ذلك بحياة تليق بكرامتنا وبإنسانيتنا وتقديرنا لذواتنا على مر الأيام والأعوام.
وخلاصة القول وبعد كل ما ذُكر آنفًا يتضح أنَّ التآزر والمشاركة في خضم المنظومة المجتمعية المحيطة والانسجام مع قرارات القيادة - رعاها الله - هي القاعدة العامة في عمارة المجتمعات حيث يتم تعزيز التنمية بجميع صنوفها، ويكمن ذلك من خلال النهضة الشاملة والعمل الدؤوب والتكاتف الجماعي وبالتالي التغلب على جميع العوائق والتحديات وتحقيق المشتركات من الغايات والسعي لما هو أجود للأفراد والجماعات؛ لنظفر بعد ذلك بعدة مطالب غاية في الأهمية منها: الوصول للتنمية الواسعة وزيادة الانتاج ومواجهة المحن والمعضلات، ومن ثَمَّ نقل الدراية والفهم وتبادل الخبرات وتطوير البنى التحتية بشكل مستديم وفعال وتعزيز الاستقرار بجميع تعدداته، وهذه مجتمعة تحقق لنا في نهاية المطاف تحسين مستوى الدخل ورغد العيش وارتياح الرعية على كل الأصعدة، ونتيجة لما ورد يؤول هذا لأغراض وافرة وجليلة، وبالتالي التحليق بالوطن إلى عنان السماء، وأن نرتقي لمصاف الدول الكبرى وهذا فقط ما يليق بقدسية مملكتنا ومكانتها وهيبتها وتفاني قيادتنا ومحبة أهل هذه البلاد لأرضهم المباركة المليئة بالرفعة والمجد والسؤدد والشرف.
وختامًا أيها المحترمون، نقول مؤكدين: لن يتسنى لنا ما ننشده إلا بتأهيل الشخوص وتحصيل العلوم والإخلاص في الجهد والتفاني في العطاء والحرص على الأداء ناهيك عن قوة الإرادة وشحذ الهمم وأن نقدر طاقاتنا، ويتمثل ذلك باحترامنا لعقول مواطنينا وأن نعتمد على أنفسنا بإتاحة الفرص لأبنائنا من بنين وبنات باعتبارهم هم من يصنعون الفوارق ومن خلالهم تتكون الحضارات، وهم عماد الأمة وسر نهضتها وبهم تبنى الكيانات مستثمرين ما وفرته حكومتنا بأوامر مليكنا وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - من إمكانات وموارد يغبطنا عليها القاصي والداني، بكل كرم وسخاء وبصورة قل نظيرها، حتى نتمكن من بلوغ الأهداف ومعانقة القمم واعتلاء الذروة من العزة والمكانة وكل ما جاءت به المعاني للكرامة والعلو.